مؤلفات ماجد بن عبدالله الطريّف العلمية والأدبية

السبت، 11 يونيو 2016

سألني أحد الإخوة عن حال بعض الشباب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألني أحد الإخوة عن حال بعض الشباب الذين انتشر عندهم الآن في أحاديثهم وفي مواقع التواصل الاجتماعي السخرية من طول وقت الصيام ،والحر الشديد في هذه الأيام ،وطلب أن أكتب لهم نصيحة تنبههم عن مخاطر ذلك ..
والجواب:
بسم الله ،الحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أما بعد:
فقد انتشر عند بعض الشباب الآن في أحاديثهم وفي مواقع التواصل الاجتماعي السخرية من طول وقت الصيام ،والحر الشديد في هذه الأيام ،ولا شك أن هذه التعليقات المضحكة والسخرية تخالف الهدف الذي من أجله وجد الصيام وهو التقوى ؛فإن الله في أول آيات الصيام في سورة البقرة لما ذكر فرض الصيام جعله لتحصيل التقوى قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
 وهذه السخرية والتعليقات المضحكة تخالف تقوى القلوب قال تعالى :{  ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}
والعجب أن هؤلاء الساخرين صامت بطونهم ،ولم تصم ألسنتهم عن الاستهزاء والجهل و السخرية فلم يسلم منهم أحد حتى وصل الأمر للاستهزاء والسخرية بالصيام نفسه وفي الحديث: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"  .
 فماذا بقي له من الصيام وهو يهزأ حتى بالصيام نفسه ؟...
 وليحذر هؤلاء أن يكونوا كمن قال الله فيهم :{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ  قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}
و قال تعالى :{ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا * السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ  كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا * إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا }

إن الصوم في هذه الأيام يحصل به التقوى التي تقي الصائم من عذاب الله في النار قال تعالى :   {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا  لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }
و ورد في الحديث :"الصوم جُنّة" أي وقاية من عذاب الله ،
و قال ابن القيم رحمه الله:
وصم يومك الأدنى لعلك في غد*** تفوز بعيد الفطر والناس صوم
"يعني في غد في يوم القيامة و الناس في الحر والعطش الشديد تفوز بالنعيم"

فيا أخي الصائم تذكر أن تعب الصوم يذهب ،وأن أجره يبقى .
و تذكر أن صومك هذه الأيام اليسيرة المعدودات يوصلك للنعيم المقيم يوم القيامة ،ودخول الجنة من باب الريان .
قال تعالى في آيات الصيام : {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
والحمد لله رب العالمين .
كتبه الفقير إلى الله : ماجد بن عبدالله  الطريّف.

 في يوم السبت السادس من شهر رمضان عام 1437هـ       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.