غلاف النسخة الإلكترونية الأولى
رابط كتاب :إهداء إلى مدينتي عنيزة .في جوجل درايف
كتاب : إهداء إلى مدينتي عنيزة
شعر ماجد بن عبد الله الطريّف
المقدمة: إهداء إلى عنيزة
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا الأمين, وعلى آله وصحبه أجمعين, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد:
فقد سئل حكيم: بم يعرف وفاء الرجل؟
قال: (بحبه لأوطانه, وصلته لإخوانه, وتذكره لما مضى من أزمانه)
إن حب الأنسان لوطنه كحب الطير لعشه, حب فطري مركوز في القلوب تزيده الأيام فينمو كلما نمت القلوب, وإذا كان هذا الوطن عامراً بالإيمان وتحكيم شرع الله يتسابق أهله للطاعات زاد ذلك في محبة الوطن وأهله, واجتمع القلب والعقل في محبته كما أقول:
ساءلت قلبي قال: حبك غالب شاورت عقلي قال: حبك واجب.
وإن مظاهر الجمال في عنيزة وروعتها الخلابة وحضارة مجتمعها ورقي تعليمها والطبيعة الشعرية لها زاد محبة أهلها لها حتى صارت محبتهم لها مضرب الأمثال.
وإني ابن عنيزة فيها نشأت, ونشأ أجدادي كما أقول:
أنا من عنيزة في عزيز المنزل
وأبي بناها في الزمان الأول
فجدي زهري بن الجراح السبيعي هو أول من أسس قلب عنيزة في القرن الهجري السابع وكان زعيم قبيلته, وأخوالي بنو خالد هم من أسس قسم الجناح فيها ،فلا عجب أن أشرب حب عنيزة مع مائها صغيراً وأنظمه أشعاراً فيها كبيراً.
فكم جدٍّ لنا على هذه الأرض الطيبة نما فيها, وكافح في الحياة, وتعبد لله فيها, وصلى وسجد على ترابها الطاهر, ولهذا فلا عجب أن نحب عنيزة حباً راسخاً خالداً حتى نلقى الله.
حتى أني أقول:
فلو أني دخلت جنان عدنٍ
سأُسْمِي جنة فيها عنيزة
ولا يعني حبي لعنيزة معاداتي لغيرها من بلدان القصيم أو غيره كما قد يعمل أهل العصبية فمعرفة مزايا مدينة لا يعني عدم وجود مزايا في غيرها وأنا القائل:
ألا أن بلدان القصيم وأهلها
أصابع كف حسنها في اجتماعها
وهم كالثريا في اجتماع ورفعة
وبسمتهم في الخير مثل شعاعها
وكلها بلاد يذكر فيها اسم الله, ولهذا لها محبة في قلوب كل عباد الله .
أسال الله برحمته وكرمه أن يزيد عنيزة وكل بلاد المسلمين في كل يوم خيرا, وأن يزيد أهلها لها حباً, وان يجعل حبهم لها زيادة لها في نشر الخير فيها حتى يعمهم الله جميعاً برضاه وبركاته.
والحمد لله رب العالمين
ماجد بن عبد الله الطريّف
المدرس في المعهد العلمي في عنيزة
عنيزة 1431هـ
عنيزة
- نُشِرت هذه القصيدة في جريدة الجزيرةأنشدت ساحرة المدائن وحيكِ
وحكيت للأفلاك عن حبي لكِ
وطويت آفاق الوجود محلقا
لما ترشف خاطري من نورك
لك يا عنيزة كل حسن باهر
فبوصف كل جمال أرض وصفك
كم حاسد لك لا يقر قراره
في روحهِ ثقل فيمقت سحرك
حسدوك حتى لو أطاقت كفهم
حجبوا السحاب فما يروي أرضك
ولو استطاعوا مانما في رملك
نبت وما اخضرت ذوائب نخلك
لا تجزعي مهما تطاول كيدهم
فبنوك إن فخر الخلائق فخرك
وهبيهمو سلبوك فخرك كله
من ذا الذي يقوي فيسلب روحك؟
روح ترفرف في السماء كأنما
هي طير إلهام يغرد فوقك..
فلكم نظرت إلى سمائك ملهماً
في نشوة الشعراء أنشد شعرك..
ولكم نظرت إلى رمالك مطرقاً
متفكراً مستلهماً من فكرك..
ولكم أكحل ناظري بتربك
وأجيل طرفي في محاسن روضك
شوقاً إليك وإنني في أرضك
بالله كيف أعيش إن فارقتك؟..
قد عشت عمري لست أعشق غيرك
فالأرض في عينيّ سهل حقولك..
يا أرض عبقر دون جن كم لك
من مُلْهَم يلقى إليه بوحيك
فيض الجمال أراه يكسو روضك
وأرى الغضى شجر الهوى في رملك
والطير في أعلى السماء مغرد
ثَمِل إذا ما مرّ فوق ربوعك
والسحب نشوى, والنجوم نواظر
والبدر مببتسم لمرأى حسنك
يا واحة الشعراء في أرض الهدى
يا من تغنى الملهمون بليليك
ما قلتهُ وشدوت في ترديده
هو ليس عندي ما يوفـّي حقك
هو بعض لحن كان في قيثارتي
مهلاً, فإنشادي سيملأ سمعك..
ولسوف أدفع من يصاول مجدك
وبإذن ربي سوف أرفع ذكرك
موطن الإلهام
- نشرت هذه القصيدة في جريدة الرياضكل شيء في بلادي
كنسيم الفجر ساحر...
كشذى الأزهار عطراً
وكضوء الشمس باهر...
خضرة الأشجار فيه
كللت هام المنائر...
وغدت مثل كساء
لجبين الأرض ساتر...
ورمال التبر فيه
طوقته كالأسوار...
فيه نخل باسقات
كحسان في ضفائر...
فيه جال الطير يشدو
فوق أيك الروض طائر...
فيه يجري الماء عذباً
بين دوح الروض ساحر
فيه أزهار ربيع
ساحرات للنواظر..
فيه من كل جمال
فيه كل الوصف قاصر...
فيه حسن الليل غامر
وجمال الصبح آسر...
فيه واحات وواد
فيه آثار غوابر...
وسهول وتلال
وبواد وحواضر...
كل هذا في بلادي
كيف لا يلهم شاعر...
عنيزة الفيحاء
إذا ضاقت عليك الأرض يوماًفإن عنيزة رحب مداها
هي الفيحاء كم وسعت قلوباً
سمت وعلت وحامت في فضاها
نخيل عنيزة
هنا ينبت النخل مثل الغضانباتاً كريماً زكا مغرسه
غذاه ورواه حتى نما
ونحن بأجفاننا نحرسه
صبراً عن عنيزة
أصبر نفسي إنني إن تركتهالما تشتهي لم تستطع فرقة الأهل
أفارق أرضي وهي في العين ضؤوها
فيصبر قلبي راضياً حكمة العقل
لقاء عنيزة بعد غياب!
يا جنة نجد حييناهبي من أنس لاقينا
قد طارت نحوك أفئدة
ونسيمك هب ليحيينا
ما كان غضاك لينسانا
أفنخلك يوماً ناسينا
من بُعْدٍ ننشد أشعاراً
أفليس هواك ينادينا
فتاة من عنيزة
أريد فتاة من بلادي وفيةلأرضي إن بانت تحن لتربها
إذا صِحْتُ من حبي عنيزة لم تقل
وماذا بها كيما تهيم بحبها
ولكن من تهفو لشدوي كأنما
أقول بشعري ما يجيش بقلبها
قلب نجد
ألا يا نجد من ينكر هواكومن يهجر عنيزة في رباك
فما آتاه رب الحسن قلباً
ولا عيناً لتبصر ما حباك
عنيزة الغضا وجرير
يقول جرير:فإني ولو لام العواذل مولع
بحب الغضا من حب من لا يزايله
وأقول:
هذا جرير قد تولع بالغضا
من حب إلْفٍ للغضا لم يرحل
لكن لي حباً لأشجار الغضا
وربوعه حتى وإن لم تحلل
هي تربة فيها جذور مشاعري
وبمائها المنساب خير المنهل
عنيزة جنة الحسن
عنيزة يا نشوة العاشقينويا نفثة الشعر للملهمين
ويا منبع العلم للعاِلمين
ويا جنة الحسن في العالمَين
جفا قلب لا يحب عنيزة
جفا كل قلب لا يجيش بحبهاففرقان ما بين القلوب هواها
وكل فؤاد رقّ حين رآها
فؤاد نقيٌ فاض فيه نداها
حبي عنيزة ملهمي
حبي عنيزة ملهمي ومعلميهي سر إبداع تغلغل في دمي
أغار على الجميلة
أغار إذا رأيت بها بليداً لئيم النفس يمشي في رباها..وأهوى لو رميت به بعيداً لقعر البحر أو أرض سواها..
فإن عنيزة خلقت لتحوي صنوف المبدعين على ثراها..
ولم تخلق لذي لؤم وجهل ربا فيها ولم يعرف هواها..
عنيزة العلماء والشعراء
المقطوعة التالية من أقدم شعري في عنيزة نظمتها وأنا في أولى ثانوي سنة 1410هـ:عنيزة موئل الشعراء دوماً
ومهد العلم من زمن بعيد
لها جو وإلهام فريد
به نبع النوابغ من تليد
لها حب يخالج جوف قلبي
فيلهبه كنار في حديد
لها مجد يجاوز كل وصف
بناه الله للزمن المديد
ومهما كان من مجد فريد
فدوماً قولها: هل من مزيد
مدينة متميزة في وطن متميز
حسبوا عنيزة مثل أي مدينةلا.. والذي بث الغضا في رملها
أو لم يروا تلك البساتين التي
في قلبها ويروا شمائل أهلها
ويروا عذوبة مائها،وخصوبةً
في أرضها ليست ترى من حولها
ويروا كساء الحسن وهو يلفها
بذوائب خضر لها من نخلها
ويروا قلوب المبدعين إذا انتشت
وترنمت لما مشوا في سهلها
إن المدائن كالنفوس ولن ترى
نفساً كنفسٍ في خلائق فضلها
تحية لأنشطة عنيزة
حيت عنيزة بابتسام أهلها فجميعهم في حبها سُمَّاريا معشر الشعراء فيها أنشدوا حيوا الجمال معي فلست أغار
هذي عنيزة بالهدى قد زيّنت أفلا يسرّ بحسنها الأخيار
الحنين لأرض الخير
يحن المرء ما يحيا لأرضربا فيها وجول في رباها
وداعبه النسيم بها فأرخى
زمام القول ينشد في علاها
عنيزة نبع القوافي
عنيزة نبع للقوافي ومنهللكل فؤاد رائق ماؤه عذب
لكل امرئ فيها من الشعر نفحة
تمرّ على قلب ويألفها قلب
والحمد لله رب العالمين
