مؤلفات ماجد بن عبدالله الطريّف العلمية والأدبية

كتاب:أشعة حكمة (الشعر في عصر السرعة)



غلاف النسخة الإلكترونية الثانية 

رابط كتاب :أشعة حكمة (الشعرفي عصر السرعة) في جوجل درايف


كتاب : أشعة حكمة (الشعر في عصر السرعة)

شعر: ماجد بن عبدالله الطريّف

  

بسم الله الرحمن الرحيم

              أشعة حكمة

 أبيات شاردة في الحكمة



الشعر ضوء جلي قد علا و حوى
   كل الأنام كمثل الشمس في الأفق.


 المفدمة


الحمد لله خالق الإنسان معلمه البيان, والصلاة والسلام على خاتم المرسلين من أنزل عليه القرآن ,وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان
أما بعد : فيقول النبي صلى الله عليه وسلم :" إن من الشعر لحكمة " .

وإن الشعر والحكمة في أفقٍ سامٍ ومعراجٍ علي , ولكن كثيراً من الناس ولاسيما في هذا العصر تراهم يلهثون في الدنيا لا ينظرون إلى الأعلى , فما أحوجهم إلى أن تسطع  بوارق الحكمة في السماء فتلفت أنظارهم.
وما أحوجنا إلى أن يتنزل فيض الشعر من آفاقه العليا إلى الناس كما تتنزل الأشعة من الشمس إلى الأرض .
وإن لكل عصر شعره وطريقة نشره ولابد للشعر في هذا العصر أن يقترب إلى الناس حتى تتلقاه أفئدتهم .
والشعر صوت الأفئدة فإذا تقرب إليها فإنما يؤدي رسالته.
وتقرب الشعر يكون في أشياء كثيرة في موضوع الشعر ومعانيه ولغته وإيقاعه وحتى في نشره وغير ذلك .
ومن ذلك التقرب أن يكون من الشعر رسالة سريعة في بيت أو بيتين تناسب عصر السرعة , وذلك لا ينافي أن تكون محكمة , بل لتكن كالرصاصة تنطلق سريعة صغيرة وهي محكمة نافذة في الأحشاء بل لولا سرعتها  لما نفذت .
والشعر كالبحر وليس كل الناس يحب خوض البحار .
وليس كل الناس يروق له التعمق في القصيدة الطويلة ولهذا ما أنسب في هذا العصر أن يرسل الشعر أحياناً في بيت أو بيتين كالشعاع البارق يضيء ولا يطيل  ... ولهذا حاولت هنا أن أتجنب القصائد وأدخرها وآتي بما تيسر من الشوارد والفرائد من الأبيات التي حوت حكمة , والحكمة خلاصة العقل والقلب وينبغي أن لا يستخف بالأبيات إذا قلّت , وينبغي أن لا يترفع الشعراء عن نشر ذلك فإنما الشيء بمعدنه , والدرة ولو صغرت غالية الثمن .
والعبرة إنما هي في الجودة ,فإذا جاد الشعر لم يضره قصره وإن ساء لم ينفعه طوله .
والشعر بطبيعته يمكن أن يغني البيت منه عن كلام كثير , فالشعر خلاصة الأفئدة , ولهذا سارت كثير من الأبيات عند العرب مسار الأمثال يستشهد بها في كل مقام لوجازتها وسعة معانيها.
وقد كان بعض الأدباء يقول "إنني أستطيع في بيت واحد أن أقول ما تقوله القصة أو الرواية في عشرات الصفحات" ...
ولو نظرت في دواوين الشعراء قديمهم وحديثهم لو جدت فيها البيت المفرد والبيتين ونحو ذلك مما لايتحرجون من قصره .
فإذا جمع شاعر من الشوارد مجموعة خفيفة كطاقة الزهر أو قلادة الدر فلعل ذلك يكون مستحسناً .....
أرجو أن يروق هذا المسلك للقراء والشعراء , وأسأل الله أن يهبنا من الحكمة والشعر ما تسمو به أفئدتنا .
            والحمد لله رب العالمين.